لا يختلف أحد على حقيقة أن العمل الاجتماعي، يؤسس لعلاقة وثيقة بين الأطر الحركية والجماهير، وفي نفس الوقت لا يختلف أحد أن الثقافة التي يجب أن تسود هي ثقافة الوعي والقراءة، فكما أن الهدية الاجتماعية وعلى بساطتها تعتبر غذاء للرضا الذاتي والجمعي، فإن الثقافة هي غذاء الروح وثراء الفكر، وفي حال الطواريء في أي بنيان مجتمعي أو عجز في الموارد المالية والمقدرات اللوجستية، يجب أن نذهب الى فكرة أوسع من تحجيم الدور الاجتماعي أو إفقاره من أهدافه أو حصره في مجموعة لصيقة، ومن هنا تنبع أهمية الاجابة عن سؤال محدد :" ما هدفي من الزيارات الاجتماعية والهدايا المرفقة ..؟!" بالاجابة الصادقة يمكنني أن أنجز عملية التكيف والمواكبة بين الظروف القصرية وبين المطالب المجتمعية والجماهيرية واستمرار تدفق العمل الحركي، لخدمة البناء والتواصل والاتصال والاستقطاب.
ان العلاقة مع الجماهير، هي نواة النجاح لأي عمل لآخر، وتمثل جزء أصيل من المباديء والقواعد المسلكية، ويجب تنميتها بالاصول السليمة، وكما أنها حقيقة واقعة في حياة الحركة ككل وفي حياة كل فرد، ولذا علينا أن نهتم بتنويع العمل الاجتماعي وإثراؤه بالأفكار الخلاقة والعميقة الأثر في النفوس وتترك عِطر الذكرى في متلقيها والمتفاعلين معها، بحيث تتحول من تقليد الى ثقافة، ومن روتين إلى حافز.
ان الفعالية والمبادرة تعتبر قضية رئيسة في العمل الاجتماعي الحركي، بحيث تفسح المجال لكل عضو أن ينشط حتى الحد الأقصى في العطاء، والابداع، وبالتالي يجب ان يكون هناك "ضابط"، و "توازن، و "دراسة موازنة"، و"تقدير الفائدة الحركية" لكي لا يتحول الفعل الاجتماعي انفراديا او انتقائيا، بل عملاً منظما لا يختلف عن أي فعل وفعالية حركية في المجالات الأخرى.
وفي إحدى حواراتي مع أصحاب الفكر الحركي، كان هناك سؤال إعتبرته نافذه ابداعية جديدة، وهو " كم مرة تم إهداء كتاب أو كُتيب يهتم بشؤون الفكر الحركي او المسلكيات أو قواعد البناء الشخصي او أسس التفاعل بين الأعضاء أو قصص نجاح أو تاريخ القادة، بحيث تكون الهدية مع أو بديلا عن "البرواز" أو "الصورة" أو "الجلدية" وما الى ذلك، بحيث تبقى الفائدة في متناول الجميع وننشر الثقافة بطرق مختلفة وهادفة وبالتالي يكون هناك هدف تثقيفي مع كل هدف اجتماعي، وهنا نجمع بين التثقيف والتوعية بين الأعضاء وبين الاستقطاب الاجتماعي وتحقيق أهداف الزيارات والفعاليات الاجتماعية المختلفة.
وأخيرا، ان العمل الحركي يلقي أعباء مادية كبيرة على الحركة، لأن هناك مصروفات غير مرئية للاطار المحدد بجغرافيته، ولكنها مرئية للمستويات الأعلى، وهي القادرة بحكم الشمولية أن تحفز الجميع للوقوف عند المسؤولية الموضوعية في التقييم، وخلق أجواء التنافس النشط والايجابي، وتحقيق كل ما هو إيجابي والبعد عن كل ما هو سلبي، فالتجارب الناجحة تعمم وتستمر، اما التجارب الفاشلة يجب ان نملك الشجاعة والجرأة الأدبية لكي نعالجها ونلغيها ان لزم الأمر، فالتخطيط والشمولية والنظرة الموضوعية، تخدم كل الاعمال وتحقق الانجازات بأقل التكاليف الممكنة، وتبني الهوية الفكرية والثقافية، وتعزز العمل الحركى العام.
ملاحظة: إن عقد ورشات العمل الهادفة لانجاح هذه الفكرة، يعني إدخال الجميع في صميم إعادة تشكيل الفكر الحركي حول مفهوم العمل الاجتماعي السائد اليوم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق